• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

حول التداوي بالعسل

بواسطة |   |   عدد القراءات : 734
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

حول التداوي بالعسل
أَخبرَ اللهُ أَنَّ في العسل شِفاءً للناس، قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) .
واعترضَ الفادي المفترِي على الآية، وعلى حديت لرسول اللهِ - عليه السلام - بشأنِ العَسَل.
وارتكبَ المجرمُ أَثَناءَ اعتراضِه جريمةَ التحرِيفِ والافتراء، فلما ذَكَرَ
حديثَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لم يذكُرْه كامِلاً، وإِنما اجتزأ منه ما وَظَّفَهُ ضدَّ القرآن، وحَذَفَ منه ما لا يَتفقُ مع ذلك، وأَوهم القارئَ أَنه لم يَحذفْ منه شيئاً.
قال: " عن قتادةَ: أَنَّ رَجُلاً جاءَ إِلى رسول اللهِ - عليه السلام - فقال: إِنَّ أَخي يَشتكي بَطْنَه.
فقال: اسْقِهِ العسل، فَذَهَبَ ثم رجعَ، فقال: قد سقَيْتُه فما نَفَعَ، فقال: اذْهَبْ واسْقِه عَسَلاً، فقد صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيك ".
وعَلَّقَ على الحادثةِ مُكَذِّباً القرآن، ومكَذِّباً رسول اللهِ - عليه السلام - فقال: " ونحنُ نسأَل: إِذا كانَ المريضُ لم يَنَل الشِّفاء، فكيفَ يُصَدَّق اللهُ ويُكَذَّبُ بَطْنُه؟
وهل هذا الرَّدُّ يُبَيِّنُ صِدْقَ محمد؟
أَمْ صِدْقَ تَأْثيرِ العَسَل؟ ".
يُريدُ المفترِي أَنْ يُخبِرَنا أَنَّ الرجلَ لم يتمَّ شِفاء بَطنِه، رغمَ أَنه شرِبَ
العَسَلَ مرتَيْن، وهذا معناهُ أَنَّ العسلَ ليس فيه شفاءٌ للناس كما ذَكَر القرآن!
ولذلك كان تَعليقُ المفترِي على الحديثِ خَبيثاً، فبما أَنَّ المريضَ لم يَنَل
الشّفاء، فكيفَ يُصَدَّقُ اللهُ وتُكَذَّبُ بَطْنُ أَخيه؟.

فهل بقيَ بَطْنُ المريضِ بدونِ شِفاء؟
أَمْ شفي بعدَ شُرْبِ العَسَلِ؟
لِنَنْظُر: روى البخاري ومسلم عن أَبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه -: أَنَّ رَجُلاً أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أَخي يَشْتَكي بَطْنَه.
فقال: " اسْقِه عَسَلاً! ثم أَتاهُ الثانية، فقال: اسْقِهِ عَسَلاً، ثم أَتاهُ الثالثة، فقال: اسْقِهِ عَسَلاً.
ثم أَتاهُ، فقال: قد فَعَلْت!
فقال: صَدَقَ اللهُ وكَذَبَ بَطْنُ أَخيك.
اسْقِه عَسَلاً..
فسَقاهُ فَبَرَأ ".
أُصيبَ ذلك الرجلُ بمرَضٍ في بطْنهِ، حيثُ أُصيبَ بالإِسهال - (استطلَقَ
بطْنُه) في روايةٍ ثانيةٍ للحديث - ومعلومٌ أَنَّ المصابَ بالإِسهال يُمْنَعُ عنه الشَرابُ الحُلْو، والعَسَلُ شَرابٌ حلو.
فلما ذَكَرَ أَخو الرجلِ الأَمْرَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، طَلَبَ منه
أَنْ يَسقيَه عَسَلاً، على اعتبارِ أَنَّ في العسلِ شِفاءً، ولكنَّ إِسهالَ الرجلِ ازداد، فأَمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُسقى عَسلاً للمرةِ الثانية، ثم للمرةِ الثالثة، ولكنَّ الإِسهَال لم يتوقَفْ بل ازداد.
فأمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُسقى عَسَلاً للمرةِ الرابعة، وقال للرجل: صَدَقَ اللهُ وكَذَبَ بَطْنُ أَخيك!..
فلما أُسقيَ العسلَ للمرةِ الرابعة بَرأَ!!.
وكأَنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - يُريدُ أَنْ يَقول للرجل: لقد أَخبرَ اللهُ أَنَّ في العسلِ شِفَاءً للناس، وهو صادِقٌ في إِخبارِه، وبَطْنُ أَخيك كاذب، لأَنه لم يَشْفَ بعدَ شُرْبِ العسلِ ثَلاثَ مَرّات، ولا بُدَّ أَنْ يَشفى! ولعلَّ السببَ في أَنَّه لم يَشْفَ إِلّا في المرةِ الرابعةِ أَنَّ الميكروباتِ المسبِّبَةَ للإِسهال كانت متمكِّنَةً من بَطْنِه، فاحتيجَ إِلى جرعاتٍ كثيرةٍ من العسل للقَضَاءِ عليها.
وتُعْجِبُكَ الثقةُ المطلقةُ من الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن، بحيثُ أَيْقَنَ يَقيناً جازماً أَنَّ العسلَ لا بُدَّ أَنْ يشفيَ للرجلِ بَطْنَه بإِذْنِ الله، وبما أَنَّ بَطْنَه لم يتجاوَبْ مع العسل فهو كاذب! وقد بَرَأَ الرجلُ بعدَ ذلك، لما قضى العسلُ على المسبِّبِ للإِسْهال.
ونحنُ نَقْتَدي برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في تصديقِنا المطلَقِ بالقرآن، فنقول: صَدَقَ اللهُ وكَذَبَ الفادي المفتري! ففي العَسَلِ شِفاءٌ للناس.
وبقيَ أَنْ نُشيرَ إِلى أَنَّ القرآنَ لم يَقُلْ: إِنَّ العسلَ شفاءٌ لكلِّ الأَمراض،
إِنما ذَكرَ أَنه شِفاءٌ لبَعْضِ الأَمراض: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) ، ولو كانَ العسلُ شِفاءً لكُلِّ الأَمراضِ لقال: " هو الشِّفاءُ للناس "! (1) .
__________
(1) من الأمراض ما يحتاج إلى تكرار الدواء - حسب حالة المريض - وليقرأ هذا الفاسق الكذوب الأبحاث العلمية المتعلقة بعسل النحل.

Powered by Vivvo CMS v4.7