• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

القرآن الكريم مائدة الله في الأرض ... المسابقة الرمضانية الاولى

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1537
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
القرآن الكريم مائدة الله في الأرض ... المسابقة الرمضانية الاولى

بقلم: يحيى غالي ياسين 

 

خلق الله تعالى الإنسان وهو بحاجة الى غذائين مهمّين لا بد منهما وبدونهما يكون متلكئاً في اداء مهامّه الموكلة له ومتخلّفاً عن ركب الانسانية ومسيرتها نحو اهدافها العليا :

 

الأول : هو الغذاء المادي الذي يحتاجه جسم الإنسان من مأكل وملبس ومسكن وسائر متعلقاته الحياتية الاخرى ، فمتى ما اصبح هذا الغذاء أقل مما يحتاجه الإنسان فإنه سيكون عائقاً حتى في كسب الغذاء الثاني أو الاستفادة منه .

 

الثاني : هو الغذاء الروحي ، وهو ما تحتاج اليه النسخة السامية من الانسان وما تتطلبه أبعاده غير المرئية منه ، من روح وعقل وقلب ، فهذا الغذاء يتكفل بسد سغبها وإرواء ظمأها ، فالعلم مثلاً من غذاء العقل والعبادة من غذاء الروح والمحبة من غذاء القلب ..

 

ولقد توفر القرآن الكريم على كلا القسمين ، فتارة من خلال الإشارة الى اهميتهما وتارة من خلال بيان مواردهمها ومصادرهمها وتارة يقوم بتنظيّم العلاقة معهما وطرق واسلوب الاستفادة منهما .. الخ

 

الا أن اعظم ما يقدّمه القرآن الكريم في هذا الاتجاه هو تكفّله بتلبية ما يحتاج اليه الانسان من هذين الغذائين بنفسه وبشكل يكون فيه مائدة السماء على هذه الارض ، ولكن هذه التلبية القرآنية متوقفة على حُسن التعاطي مع القرآن وإتقان التناول من مائدته الروحية والالهية للبشر ..

 

ولقد قدّم الكتاب المجيد بنفسه للناس قائمة من الاطباق التي يوفرها في مائدته هذه وانواع مما يضعه على مأدبته وبكرمٍ انقطع نظيره ، وكيف لا وهو يصف نفسه ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) الواقعة 77 ، ومن كرم هذه المائدة واصنافها : 

 

* هدىً ، قال تعالى ( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ) البقرة 2

 

* نور ، قالى تعالى ( مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ ) الشورى 52

 

* شفاء ورحمة ، قال تعالى ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ ) الاسراء 82 ، وعن الامام علي(عليه السلام) : ( واستشفوا بنوره فإنّه شفاء لما في الصدور ) النهج / خ 110

 

* موعظة ، قال تعالى ( هَٰذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ) ال عمران 138

 

* فرقان ، قال تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) الفرقان 1

 

*بصائر ، قال تعالى ( هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) الجاثية 20

 

* مبارك ، قال نعالى ( وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الانعام 155 

 

وغيرها من العطاءات الالهية التي تندرج تحت قاعدة ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ) الاسراء 89 ، وكذلك قاعدة ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ) الانعام 38 

 

ولا بد من الاشارة الى أن من أهم الأوقات والحالات التي تمر على الإنسان المسلم بحيث تكون هذه المائدة ممتلئة باكثر الأطباق القرآنية ( كما اسميناها ) تنوعاً وتكون اقرب الى تناول اليد وأن ثمراتها اكثر فائدة وأعظم أثر هو في شهر رمضان ، فلقد ورد في فضل هذا الشهر الشريف أنه ربيع القران ، وهو الشهر الذي أنزل فيه القران كما ورد في الكتاب المجيد ، فحري بنا ان نستزيد منه ونعيش أوقاته لحظة بلحظة ، فإن الواهب كريم ..

 

هنيئاً لكم شهر الله ومبارك لكم كرم ضيافته 

 

 

Powered by Vivvo CMS v4.7