• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

شروط العمل الصالح

بواسطة |   |   عدد القراءات : 6716
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
شروط العمل الصالح

بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أن النجاة في الآخرة مترتبة على الإيمان والعمل الصالح قال تعالى ( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات  ) لذا ورد  سؤال  الى مركز الامام الصادق ع من الأخ الإعلامي فراس الكرباسي يسأل حول شروط العمل الصالح وكان هذا الجواب مختصرا بإذن الله

شروط العمل الصالح

 

1.النية الصالحة المخلصة قال تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ

 

وما ورد في الحديث الشريف عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنّما الأَعمالُ بالنِّيَّاتِ ولكل امرئ ما نوى" إشارةٌ لهذا المعنى، وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً أنّه قال: "إنّ الرجلين من أمّتي يقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد وإنّ ما بين صلاتيهما مثل ما بين السماء والأرض". 

وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام ( إنك لن يُتقبل من عملك إلا ما أخلصت فيه ) غرر الحكم

2.التقوى :

قال تعالى إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}

وورد عن رسول الله ص  في وصيته لأبي ذر الغفاري رض ، يا أباذر كن بالعمل بالتقوى أشد اهتماماً منك بالعمل ِ، فإنه لا يقل عمل ٌ بالتقوى ، وكيف يقل عمل ٌ يُتقبل ؟! يقول الله عز وجل ( إنما يتقبل الله من المتقين  ) مكارم الأخلاق

3.إصابة السنة والمشروعية قال تعالى  (وان اعمل صالحا ترضاه) ،

ورد عن رسول الله ص ، المداومة على العمل في اتباع الآثار والسنن وإن قل ، أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع واتباع الأهواء. الكافي

4.الاولوية بمعنى مراعاة الحاجات والظروف والاولويات اي الكيفية لا الكمية  فقط مثلا نحتاج في منطقة مدرسة وفيها مساجد فلا داعي لبناء مسجد بل الأولوية للمدرسة وهذا يمكن استفادته من قوله صلى الله عليه وآله  (والدليل عليه: قول النبي صلّى الله عليه وسلم: « لا صدقة، وذو رحم محتاج»  فهنا الأولوية للرحم ومن قوله تعالى  ( أيكم أحسن عملا) في المدار للحسن وهو فعلي وفاعلي يعني نية حسنة وفعل في الخارج حسن يصيب السنة ويصيب الاولوية والحاجات وهذا ضروري في العقل.

5.المسارعة في الخيرات فإنها من صفات المؤمنين حيث تكون الحاجة بحسب الظرف لذا يجب أن نسارع بحسبها قال تعالى ((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).

6. المداومة على العمل الصالح: قال الإمام علي عليه السلام ( المداومة المداومة فإن الله لم يجعل لعمل المؤمنين غاية إلا الموت  ) مستدرك الوسائل

وعن الإمام زين العابدين عليه السلام قال (إني لاُحب أن أداوم على العمل وإن قل ) وعن الباقر عليه السلام ( أحب الأعمال إلى الله عز وجل ماداوم عليه العبد وإن قل. الكافي

وهذه الأحاديث تبين ان العمل الصالح ينبغي أن يكون سجية وملكة دائمة للعبد وليس مرحليا أو عادة تنتهي بانتهاء أسبابها.

7. زيادة العمل على القول : عن أمير المؤمنين ع ان فضل القول على الفعل لهجنة  ، وإن فضل الفعل على القول لجمال وزينه. غرر الحكم

ويقصد عليه السلام بالفضل الزيادة أي اذا زاد القول على الفعل فهو هجين ومعيب ، وعنه عليه السلام في غرر الحكم ( زيادة الفعل على القول أحسن فضيلة ، ونقص الفعل عن القول أقبح رذيلة.

8 .إتقان العمل : عن رسول الله ص إن الله يحب إذا عمل أحد منكم عملا أن يتقنه. كنز العمال

وعنه صلى الله عليه وآله ، إن الله تعالى يحب من العامل اذا عمل أن يحسن ، بل في دفن ولده إبراهيم سوى قبره بيده ووعظ الناس حول ذلك فقال ( إذا عمل أحدكم عملا فليتقن ) وسائل الشيعة

فمع أن المصاب كبير لم يترك النبي ص الفرصة لتبيان أهمية إتقان العمل ولو في القبور التي سوف تندرس بعد ذلك فكيف بغيرها ؟

اننا اليوم لا نعاني من اصل العمل بل نعاني من فقدان الإتقان في العمل في جميع تفاصيل الحياة

8.عدم المن والأذى بعد العمل  والعجب فيه : قال تعالى ( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ) وهذا يعني ان المن والأذى اللاحق للعمل يبطله ، فيكون كالسراب يحسبه الظمآن ماء

9.العقل والفهم : قال الإمام الكاظم عليه السلام ( قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف ، وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود  ) تحف العقول.

وهناك الكثير من الشروط والأمور التي ترتبط بهذا البحث ومن أراد الزيادة عليه بكتاب ميزان الحكمة باب العمل ج 6 فإن فيه الكثير الذي ينفع في هذا المجال

 

وفي الخاتمة نحب أن نذكر بعض الأمور التي جاءت تحت عنوان أفضل الأعمال ، وهو سؤال طالما سأله الناس أهل البيت وكانت الاجوبة متعددة بحسب الأحوال والقابليات ، فقد ورد عن الرسول ص ( أفضل الأعمال أحمزها  ) .بحار الأنوار اي أشدها ، ولما سُئل عن أفضل الأعمال قال ( إطعام الطعام وطيب الكلام  ) المحاسن.

وعنه صلى الله عليه وآله ( العلم بالله ، والفقه في دينه  ) تنبيه الخواطر

وعن الإمام الباقر عليه السلام( ما عبد الله بشيء أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن . الكافي

وعن صادق أهل البيت عليه السلام قال ( أفضل الأعمال الصلاة لوقتها ، وبر الوالدين ، والجهاد في سبيل الله عز وجل  ) .الكافي

ولاشك أن الأعمال كثيرة وأنفعها انفعهم للناس ، من قضاء الحاجات وتنفيس الكربات ، وما أكثر الحاجات في هذا البلد الجريح على جميع المستويات ، من مدارس ومستشفيات وارامل وايتام ، ودور مهدمة بل محافظات منكوبة كاملة ، وتزيد فيه فرص الطاعة والعمل الصالح على باقي البلدان المستقرة

والحمد لله رب العالمين

Powered by Vivvo CMS v4.7