الـبــكــاء عاطفة انسانية ومبادئ رسالية .. الحلقة الرابعة: البكاء الزهراء ع

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1190
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الـبــكــاء عاطفة انسانية ومبادئ رسالية .. الحلقة الرابعة: البكاء الزهراء ع

بقلم: السيد ضياء الدين الحبش

 

- الزهراء في حياة أبيها (ص)

 

فقدت الزهراء عليها السلام أمها مبكراً، إلّا ان النبي الإنسان عوّضها عن حنان أمها، 

وكيف لا ؟

وهو النبي الرؤوف الرحيم بالمؤمنين كما وصفه القرآن، فكيف بابنته.

ويمكن أن نرى محمد بن عبد الله بلحاظين:

 

الأوّل:

 

لحاظ الأب الحنون، الذي يغدق الحنان على أولاده ويحميهم ويقدمهم على نفسه، حيث يجوع ليشبعوا، ويبرد ليتدفئوا، ويواجه الخوف ليأمنوا.

 

الثاني:

 

لحاظ النبي الذي جاء لإعادة الناس إلى جادة الصواب في كل مجالات الحياة، ومنها النظر والتعامل مع المرأة؛ أماً وبنتاً وأختاً وزوجة ً، وغير ذلك.

وقد تكامل اللحاظان في شخصية النبي صلى الله عليه وآله بأبهى صورة، ونتج عن ذلك شخصية فريدة مميزة، لا تضاهيها شخصية في التاريخ البشري كله. 

 

- المرأة في الاسلام .

 

وينبغي الاشارة إلى واقع المرأة في العصر الجاهلي، إذ لم يكن ينظر لها كإنسان كامل الحقوق، مساوٍ في الإنسانية للرجل، بل كانت في كثير من القبائل عبارة عن سلعة تباع وتشترى، وتؤسر وتسبى في الحروب.

بل إذا مات الرجل؛ فإنّ ولده يرث زوجة والده، فيتزوجها..!

وقد أشارت الآية التالية لذلك:

{ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف} 

 

هذا الواقع المأساوي هو النتيجة الطبيعية لانحراف المجتمع عن طريق الهدى، وطريق الفلاح، وتحقيق إنسانية الإنسان.

 

والمرأة بطبيعتها مخلوق لطيف، أضعف من الرجل من ناحية الجسد، وربما أقوى منه في نواح أخرى.

وهو في الحقيقة نوع من التكامل بين الجنسين، فالرجل أقوى جسد

يا لأنه الأنسب للعمل والكسب خارج المنزل، والمرأة حضن دافئ للأطفال وتربيتهم في المنزل، وإن كان الإسلام لا يمنع خروجها للعمل...

هذه المعادلة يرعاها الإسلام ويحقق لكل منهما المنهج المناسب لسيرورة حياته وتنظيمها وتكاملها، فإذا انحرف المسار عن الإسلام ونهجه اختلت المعادلة، وكان الخاسر الأكبر فيها المرأة لأنها الألطف والأضعف، ولا سيما إذا كان السائد والحاكم منطق القوة والضعف، منطق الجسد، والمادة.

Powered by Vivvo CMS v4.7