بواسطة ali2019-05-02 10:20:00 |
26/شعبان/1440
| عدد القراءات : 1432
حجم الخط:
السيد ضياء الدين حبش
في بعض الأخبار أن الحسين عليه السلام في طريقه إلى العراق..التقى الشاعر الفرزدق خارجا منها، لقاء قصيرا..
سأله عن أهل العراق،
فأجاب :
(قلوبهم معك، وسيوفهم عليك) !
تكلّم الفرزدق عن أهل العراق،
لكن الوصف يتجاوز العراق، ليشمل كل المسلمين، بل قد يشمل بعض الناس من غير المسلمين، أولئك الذين عرفوا الحسين.
الواضح أن قوله: (قلوبهم معك) إشارة الى الميل العاطفي النفسي إلى الحسين،
ومن لايحب إنساناً مثل الحسين؟ سواء أكان بنظر المحب إماماً أو قائداً أو من ذريّة الرسول أو أي سبب آخر..
هذا الميل العاطفي قد يسمّيه بعضهم: الحبّ.
وقوله: (سيوفهم عليك) إشارة الى الموقف العملي الميداني.
وأنهم خضعوا لممثلي يزيد في العراق:ابن زياد، وعمر بن سعد.
والمسؤولية لايتحمّلها أهل العراق فقط، بل هي مسؤولية الجميع. فأهل الشام يتحمّلون مسؤولية السكوت عن يزيد وأفعاله، بل سائر المسلمين مسؤولون، كلٌّ بحسب وضعه وعلمه.
الفرزدق ليس إنسانا عاديّاً في كلامه هذا..لقد لخّص الوضع العام بجملتين فقط.
إن نظرة عابرة في القرآن، تكشف وببساطة أن الحب الحقيقي مرتبط بالجانب العملي..وإلا لايسمّى حبّا..
كما في قوله تعالى:( قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله).آل عمران/31
ولنلاحظ أنّ الاتباع..هو الواسطة بين حبّين :
- حبّ هو شرط...إن كنتم تحبون الله..
- وحبّ هو الجزاء...يحببكم الله.
وقد اتّضح الآن: أن حبّنا لله، ومحمد وآله(ص)..يجب أن يثمر إتّباعا عمليا...لينتج حبّ الله لنا، وإلا ليس حبّا.
وهو في أحسن الأحوال ميل نفسي لا أكثر..
وهذا لاينفع، بل قد يضرّ، لأنه موجود حتى عند الذين رفعوا سيوفهم بوجه الحسين، والضرر أنه دفعهم للكتابة إلى الحسين، لكنه لم يكن بمستوى أن يجعلهم يقفون موقف الرجال، فخذلوه، وحدثت المأساة.
في زماننا ما أكثر الذين يكتبون للحسين:( اخضرّ الجناب وأينعت الثمار، أقبل إنما تُقبل على جُند لك مجنّد).