المعرفة الإلهية المبدأ والمنتهى

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1568
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المعرفة الإلهية المبدأ والمنتهى

بقلم الشيخ عماد مچوت العلياوي

   حيث كان الكلام في معرفته تعالى كان البحث عن المعرفة والعرفان منوطا برسم حد أدناها وأعلاها والمعرفة على نحو العموم هي : " إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره، وهو أخص من العلم، ويضاده الإنكار، ويقال: فلان يعرف الله ولا يقال: يعلم الله متعديا إلى مفعول واحد، لما كان معرفة البشر لله هي بتدبر آثاره دون إدراك ذاته ، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يعرف كذا ، لما كانت المعرفة تستعمل في العلم القاصر المتوصل به بتفكر ، وأصله من: عرفت. أي: أصبت عرفه. أي: رائحته، أو من أصبت عرفه. أي: خده، يقال عرفت كذا. قال تعالى: {فلما جاءهم ما عرفوا} [البقرة/89]، {فعرفهم وهم له منكرون} [يوسف/58]، {فلعرفتهم بسيماهم} [محمد/30]، {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} [البقرة/146].

ويضاد المعرفة الإنكار، والعلم الجهل. قال: {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها} [النحل/83]، والعارف في تعارف قوم: هو المختص بمعرفة الله، ومعرفة ملكوته، وحسن معاملته تعالى " مفردات ألفاظ القرآن ج2ص86 . 

 

  ومن حيث كانت المعرفة نحو من الإصابة للشيء كإصابة الرائحة قيل لأهلها أهل الذوق والمعرفة .

 

  ومن حيث كانت إدراك للشيء بتفكر وتدبر لأثره كانت معرفته تعالى موجبة لمشاهدته في كل شيء إذ أن جميع الأشياء أثاره قال تعالى : " وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " (البقرة :115) . فوجه ظاهر لا يغيب إذ أنه كما قال تعالى " هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (الحديد : 3) .

Powered by Vivvo CMS v4.7