بمناسبة الغدير ..ثلاثة خيارات أمام النبي (ص) بعد رحيله

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1753
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
بمناسبة الغدير  ..ثلاثة خيارات أمام النبي (ص) بعد رحيله

بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي 

كانت ثلاثة خيارات أمام النبي ص بعد رحيله 

أولا :أن يعلم المسلمين الشورى والديمقراطية حتى يحكموا أنفسهم بأنفسهم من بعده ، ولكننا نتسائل أين هذه التربية ، وأين الأعداد لذلك على مستوى الثقافة وعلى مستوى الممارسة ، فالقرآن يؤكد على مبدأ الطاعة والنبي مارس ذلك في أمته ، نعم هناك نصوص تتحدث عن الشورى ولكن بحسب السياق كانت كطريقة حياة فردية واجتماعية وليست طريقة حكم. 

ثانيا: أن يترك الأمة بلا تخطيط ولا يتدخل في مستقبلها ومصيرها ،وهذا ترفضه نفس فكرة النبوة حيث قيادة الناس وتربيتهم وبيان طريقة الحياة خصوصا في ما يتعلق بأصل وجودهم ولاشك أن تعيين قيادة من بعد النبي ص أمر مهم جدا لانتصور أن شخصية عظيمة اجتماعية سياسية مثل النبي تترك الأمة هكذا ، كيف وهي تحذر من الفتن وجعلت جيشا تحت إمرة أسامة وقالت ابعثوا جيش أسامة لأنه الجيش الذي سيحمي الدولة الفتية من الخطر الخارجي ، فترك الأمة بلا قائد ودون تخطيط أمر غير منطقي بحسب وظيفة النبي ص وبحسب منطق نفس الأحداث 

ثالثا :أن يربي القيادة قبل ذلك ثم يتم التعيين لا( الترشيح )كما ذهب الى ذلك العقاد  ولقدمارس هذا الأمر جليا مع الإمام علي ، منذ الصغر ثم طبق ذلك عمليا في أكثر من مناسبة وآخرها كشأن عام هي (بيعة الغدير)

ان بيعة الغدير وعيد الغدير ليست عيدا مذهبيا بل مناسبة عظيمة من وجهة نظرنا تحفظ قدسية وقيادة النبي ص من العبثية ومن عدم المبالاة في شأن أمته ، كما تحفظ بعثة النبوات الباري من العبث في الخلقة ، وهذا ما قرره علماء الكلام من كون النبوة والإمامة لطف واجب على الله .

وفي الأخير أيضا ليس عيد الغدير مناسبة طائفية وقد يمارس البعض ذلك ، بل هي مناسبة اسلامية ينفتح فيها الإنسان المسلم على عبق الغدير ، فيطالع سيرة انسان يستحق بحق وحقيقة لقب  (الإنسان الكامل) في شتى المجالات كما كتب ذلك شيخ الأزهر محمد عبده في شرحه لنهج البلاغة.

Powered by Vivvo CMS v4.7