• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

التشدد الفكري الاعتزالي ..... الحلقة الاولى

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1680
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
التشدد الفكري الاعتزالي ..... الحلقة الاولى

بقلم: الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي 

 

يقال عن  المعتزلة ان  من أهم أسباب انقراضهم وزوال فكرهم هو العامل السياسي ، حيث دعمت الخلافة الفكر الأشعري والحنبلي بعدما دعم المأمون الفكر المعتزلي .

 

ولكن يبدو هناك أمر آخر الا وهو التشدد الفكري فالعدل المفرط الذي هو نتاج العقل المفرط قد يكون سببا آخرا لاضمحلال هذا الفكر على قاعدة  ( فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) .

 

ولنبين ذلك عبر فكرة طرحها الفكر الاعتزالي وهي فكرة الإحباط والتكفير وهناك مبدأ آخر يسمى  (الموازنة) وقبل ذلك نقدم أيضا قضية اختلف فيها الفكر الكلامي كثيرا ، وهي فكرة الوعد والوعيد وقد انقسمت الفرق إلى ثلاثة آراء رئيسية وهناك تفاصيل .

 

 

الرأي الأول :رأي الأشاعرة حيث قالوا لايجب الوعد والوعيد اي الثواب والعقاب على الله ، بل هو يفعل مايشاء ، حسب قاعدة التحسين والتقبيح الشرعيين ، فالعقل غير مستقل في الإدراك لذا يمكن أن يثيب الله العاصي ويمكن ان يعاقب المحسن 

الرأي الثاني : رأي أعلام المعتزلة كابي علي الجبائي وأبي هاشم ، حيث ذهبوا إلى وجوب ذلك بحكم العقل ، أي يجب أن يثيب ويجب أن يعاقب ، ولايمكن له ترك ذلك ، لأنه خلاف العدل الذي يحكم به العقل المستقل 

الرأي الثالث :رأي الأمامية الذين أيضا قالوا بحسن العدل وقبح الظلم فهم عدلية لكنهم فصلوا فقالوا ان من جهة الوعد بالثواب يجب على الله ذلك لأن تركه قبيح والقبيح عقلا منتفي عنه ، أما الوعيد فإنه جائز لاواجب وينبغي ملاحظة كل مورد خاص ، فإذا كان حق الله فهو يمكن أن يتنازل عنه برحمته الواسعة ، وإذا كان حق العباد يمكن أيضا عبر الشفاعة والرضا رضا الإنسان عن أخيه الإنسان أن يسقط ، أما إذا كان لايمكن ذلك فهنا جائز على الله العقاب لأن ترك ذلك هو  ترك لحق من حقوق العباد والاصح هنا نقول قد يجب .

 

نأتي الآن إلى فكرة تشدد المعتزلة في فكرة الإحباط والتكفير والموازنة ، ونعتقد ان تشددهم في ذلك جعل مذهبهم صعب التقبل وغير قريب من رحمة الله وسماحة الدين الإسلامي خصوصا في مسألة ترتبط باالمعاد ومصير الإنسان بعد الموت ، لذا ساهمت هذه الآراء العقلية الصرفة في انكماشهم وزوال فكرهم وان هو بقي في الكتب وعلم الكلام لكن لم يبق مذهبا رسميا 

وهذا ما يأتي في المنشور اللاحق .

يتبع

Powered by Vivvo CMS v4.7