• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

لقد حجّرت واسعا ... بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1552
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
لقد حجّرت واسعا ... بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي

 

بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي 

 

وردت هذه الكلمة في قصة منقولة عن النبي محمد صلى الله عليه وآله واعرابي حيث قال الأعرابي اللهم ارحمني ومحمدا فقط ،فرد عليه النبي صلى الله عليه وآله بهذه الجملة الرائعة .

قاعدة دين ودنيا

لو تاملنا المفردة جيدا وهي قد صدرت من النبي صلى الله عليه وآله ممثل السماء في الأرض والناطق عنها لرأينا بونا شاسعا بينها وبين النهج المتبع لدى الكثير ممن يتبعون هذا النبي صلى الله عليه وآله الذي اقترن اسمه بالرحمة ولكن في السيرة قد تم تقديم صور اخرى مغايرة وفي سلوك الإنسان المنتمي اليه في الغالب يعكس التشدد والنفور والقطيعة مع الآخر.

لو حللنا المفردة لوجدنا أمورا مهمة منها

أولا :رد النبي صلى الله عليه وآله والوقوف بوجه التشدد مباشرة ولو من فرد جاهل ،لان التشدد نبتة يغذيها الجهل والسكوت فتنمو وتمتد ثم تعبر عن نفسها بسلوك بشري وليس بدعاء فقط .

ثانياً: قوله (صلى الله عليه واله) (حجرت) مفهوم التحجير مرتبط بالأرض حيث يقتطع منها مساحة وتحدد وتكون للإنسان بهذا المقياس وهو مفهوم شرعي للفقه فيه حديثٌ، وهذا الإصطلاح استخدمه النبي صلى الله عليه وآله من معناه المادي الضيق الى مفهوم اخر أوسع يرتبط بالمعنى والعقيدة والدعاء وعملية النقل هذه مما عمل عليها الاسلام في مفرداته ونقل الذهنية من حالة المادة إلى مستوى الفكر وجعله يتأمل في القضايا المجردة وليس فقط المادية

فهناك تحجير عقائدي وهناك فقهي وهناك أخلاقي وهناك روحي .

ثالثاً:قوله عليه السلام (واسعا)وهنا يقصد رحمة الله ونفس مفهوم الله إذ ورد في القرآن الكريم (إن الله واسع عليم) فالنبي صلى الله عليه وآله يخبر الأعرابي إن الله ليس للتحجير فهو اللامتناهي بل وراء حتى هذا المفهوم بل كله سعة وجودية وصفاته هكذا فكيف نقيسها بعقلنا القاصر الضيق !

إن الله كله رحمة كله عطف كله شفقه وتحنن رحمته وسعت كل شيء فكيف يرحم فقط النبي واعرابي ؟بل هو للجميع رحمته وسعت كل شيء

لقد أراد النبي صلى الله عليه وآله إرسال رسالة مهمة لنا جميعا أن لانضيق الله فالله عصي على التملك مهما تكبر الأفراد وادعوا تملك تلك الحقيقة المطلقة

وقد ورد هذا المعنى في كلمات أهل البيت عليهم السلام ،فقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام أن صاحبه قال له نحن نقيس الناس بمذهبنا فقال كيف ؟

قال من دخل المذهب في الجنة والباقي في نار جهنم فرد عليه الامام عليه السلام والله تلك مقولة الخوارج ثم أخبره أن خادمته ليست على الولاية وهي في الجنة ونهاه عن التكفير والتعصب

فهنا الامام وسّع مفهوم (الخارجي ) وشمل به الشيعي عبر تبلور نفس العقلية والعقل الواحد يجعل الفرد ينتمي لطائفة ويعيش فكر طائفة أخرى

إننا مدعوون لتفعيل هذا الأمر ومحاربة التطرف وتوسعة عقل الإنسان عبر توسعة مفاهيمه ولقد بتنا نحتاج ذلك في داخل نفس الطائفة فضلا عن غيرها ،لشيوع مبدأ الطرد والقتل والاقصاء.

Powered by Vivvo CMS v4.7