روايات النقيصة في كتب أهل السنة
روايات النقيصة في كتب أهل السنة
ثم إن روايات النقيصة لا تختص بأحاديث الشيعة - وقد عرفت الرأي الصحيح فيها - بل هناك مجموعة من الروايات في كتب التفسير والحديث عند أهل السنة تدل على نقصان طائفة من الآيات والسور،
وهذا القرطبي يقول في تفسير سورة الأحزاب:
" أخرج أبو عبيد في الفضائل وابن مردويه، وابن الأنباري عن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن ".
وهذا هو البخاري يروي عن عمر قوله:
لولا أن يقول الناس إن عمر زاد في كتاب الله، لكتبت آية الرجم بيدي ، إلى غير ذلك من الروايات التي نقل قسما منها السيوطي في الإتقان.
ومع ذلك فنحن نجل علماء السنة ومحققيهم عن نسبة التحريف إليهم، ولا يصح الاستدلال بالرواية على العقيدة، ونقول مثل هذا في حق الشيعة، وقد عرفت أن الشيخ المفيد يحمل هذه الروايات على أنها تفسير للقرآن،
وللسيد محمد رشيد رضا أيضا كلام في توجيه ما ورد حول نسخ التلاوة في روايات أهل السنة نأتي بنصه، قال:
" ليس كل وحي قرآنا، فإن للقرآن أحكاما ومزايا مخصوصة وقد ورد في السنة كثير من الأحكام مسندة إلى الوحي ولم يكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أصحابه يعدونها قرآنا، بل جميع ما قاله (عليه السلام) على أنه دين فهو وحي عند الجمهور، واستدلوا عليه بقوله: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) وأظهره الأحاديث القدسية.
ومن لم يفقه هذه التفرقة من العلماء وقعت لهم أوهام في بعض الأحاديث رواية ودراية وزعموا أنها كانت قرآنا ونسخت "