موقف الشيعة من القول بتحريف القرآن الكريم
موقف الشيعة من القول بتحريف القرآن الكريم**
اتُهمت الشيعة من جانب بعض المخالفين بالقول بتحريف القرآن ونقصانه، ولكن المراجعة إلى أقوال أكابر الطائفة وأقطابهم يثبت خلاف ذلك، وإليك فيما يلي نصوص بعض أعلامهم.
قال الصدوق (المتوفى ٣٨١ ه):
" اعتقادنا إن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومن نسب إلينا إنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب ".
وقال السيد المرتضى (المتوفى ٤٣٦ ه):
" إن القرآن معجزة النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شئ اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيرا ومنقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد ".
وقال شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (المتوفى ٤٦٠ ه):
" إن الزيادة فيه مجمع على بطلانها، وأما النقصان منه، فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا، وهو الذي نصره المرتضى، وهو الظاهر من الروايات ".
وقال أمين الإسلام الطبرسي (المتوفى ٥٤٨ ه):
" أما الزيادة فمجمع على بطلانها، وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية أهل السنة إن في القرآن نقصانا والصحيح من مذهبنا خلافه "
وقال العلامة الحلي (المتوفى ٧٢٦ ه):
" الحق أنه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم، وأنه لم يزد ولم ينقص، ونعوذ بالله من أن يعتقد مثل ذلك، فإنه يوجب تطرق الشك إلى معجزة الرسول المنقولة بالتواتر "
هؤلاء ثلة من أعلام الشيعة في القرون السابقة من رابعها إلى ثامنها، ويكفي ذلك في إثبات أن نسبة التحريف إلى الشيعة ظلم وعدوان، وأما المتأخرون فحدث عنه ولا حرج، ونكتفي منهم بنقل كلمة للأستاذ الأكبر
السيد الخميني (قدس سره) في هذا المجال، حيث قال:
" إن الواقف على عناية المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه، قراءة وكتابة، يقف على بطلان تلك المزعمة (التحريف) وأنه لا ينبغي أن يركن إليها ذو مسكة، وما ورد فيه من الأخبار بين ضعيف لا يستدل به، إلى مجعول تلوح منه أمارات الجعل، إلى غريب يقضى منه العجب، إلى صحيح يدل على أن مضمونه، تأويل الكتاب وتفسيره ". أجل، الغفلة عن ذلك وعدم التفرقة بين تأويل القرآن وتنزيله دعا بعضهم إلى القول بالتحريف،
قال المفيد (المتوفى ٤١٣ ه):
" قد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين (عليه السلام) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتا منزلا وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا - إلى أن قال: -
وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل والله أسأل توفيقه للصواب ".
———————————————-
**مستل من كتاب محاضرات في الالهيات للعلامة السبحاني دام ظله