• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

نكاح المتعة من بعد عمر

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1442
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

 

نكاح المتعة من بعد عمر

في النصف الثاني من خلافة عثمان انقسمت قوى الخلافة على نفسها، و كانت أمّ المؤمنين عائشة و طلحة و الزبير و ابن العاص و من تبعهم في جانب، و مروان و أبناء بني العاص و سائر بني أميّة و من تبعهم في الجانب الآخر فأنتج الصّدام بينهما فسحة للمسلمين استعادوا فيها بعض الحرية، و انتشر بعض الحديث الممنوع نشره، و عارض المسلمون الخلفاء في ما نهوا عنه، فسمع الجيل الناشئ من الجيل المخضرم ما لم يكن يسمع و رأى بعض ما لم يكن يراه و مرّت علينا مخالفة الإمام عليّ الخليفة عثمان في متعة الحجّ. و نقرأ في ما يلي بعض المخالفات في متعة النساء: في المصنّف لعبد الرزّاق: ابن جريج عن عطاء قال: لأوّل من سمعت منه المتعة صفوان بن يعلى، قال: أخبرني أنّ معاوية استمتع بامرأة بالطائف فأنكرت ذلك عليه، فدخلنا على ابن عبّاس، فذكر له بعضنا، فقال له: نعم فلم يقرّ في نفسي، حتّى قدم جابر بن عبد اللّه، فجئناه في منزله، فسأله القوم عن أشياء، ثمّ ذكروا له المتعة، فقال: نعم، استمتعنا على عهد رسول اللّه (ص) ، و أبي بكر، و عمر حتّى إذا كان في آخر خلافة عمر، استمتع عمرو بن حريث... (1) و فيه أنّ معاوية بن أبي سفيان استمتع مقدمه الطائف على ثقيف بمولاة ابن الحضرميّ يقال لها: معانة، قال جابر: ثمّ أدركت معانة خلافة معاوية حيّة، فكان معاوية يرسل إليها بجائزة كلّ عام حتّى ماتت (2) .

و فيه عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم قال: كانت بمكة امرأة عراقية تنسّك جميلة، لها ابن يقال له: أبو أميّة، و كان سعيد بن جبير يكثر الدخول عليها، قال: قلت: يا أبا عبد اللّه!ما أكثر ما تدخل على هذه المرأة!قال: إنّا قد نكحناها ذلك النكاح -المتعة-قال: و أخبرني أنّ سعيدا قال له: هي أحلّ من شرب الماء-المتعة- (3) .

و منذ هذا العصر انتشر القول بحليّة متعة النساء و الإفتاء بها ففي المصنف لعبد الرزّاق

"انّ عليا قال بالكوفة لو لا ما سبق من رأي عمر بن الخطّا ب- أو قال: رأي ابن الخطّا ب- لأمرت بالمتعة ثمّ ما زنى إلاّ شقي (4) .

و في تفسير الطبري و النيشابوري و الفخر الرازي و أبي حيّان و السيوطي و اللفظ للاوّل: لو لا أنّ عمر نهى عن المتعة ما زنى إلاّ شقي (5) .

 

و في تفسير القرطبي. قال ابن عبّاس: ما كانت المتعة إلاّ رحمة من اللّه تعالى، رحم بها عباده، و لو لا نهي عمر عنها ما زنى إلاّ شقي  .

و في المصنف لعبد الرزاق، و أحكام القرآن للجصّاص، و بداية المجتهد لابن رشد، و الدرّ المنثور للسيوطي، و مادّة «شفي» من نهاية اللغة لابن الأثير و لسان العرب و تاج العروس و غيرها و اللفظ للجصّاص:

عن عطاء سمعت ابن عبّاس يقول: رحم اللّه عمر ما كانت المتعة إلاّ رحمة من اللّه تعالى رحم اللّه بها أمّة محمّد (ص) و لو لا نهيه لما احتاج إلى الزنا إلا شفا  .

في لفظ المصنّف: «إلاّ رخصة من اللّه» بدل «رحمة» و في آخر الحديث.

«إلاّ شقيّ، قال عطاء: كأنّي و اللّه اسمع قوله: إلاّ شقيّ» .

و في لفظ بداية المجتهد «و لو لا نهي عمر عنها ما اضطرّ إلى الزنا إلاّ شفي» .

____________

(1) المصنف لعبد الرزاق 7/496-497 باب المتعة.

(2) المصنف لعبد الرزاق 7/499 باب المتعة.

(3) المصنف لعبد الرزاق 7/496 باب المتعة.

(4) المصنف لعبد الرزاق 7/500اللفظ في كتب التفسير و الحديث (إلاّ شقيّ) و في مادة شقى من نهاية اللغة (إلاّ شفىّ) أي إلاّ قليل من الناس من قولهم: غابت الشمس إلاّ شفي أي: إلاّ قليلا من ضوئها عند غروبها) .

 

(5) تفسير الطبري 5/17 و النيشابوري 5/17، و الفخر الرازي في تفسير الآية بتفسيره الكبير 3/200، و تفسير ابي حيان 3/218، و الدر المنثور للسيوطي 2/40."

 

Powered by Vivvo CMS v4.7