• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

من خير الأصحاب؟ أصحاب الحسين أم أصحاب المهدي(عليهما السلام)؟

بواسطة |   |   عدد القراءات : 3433
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
من خير الأصحاب؟ أصحاب الحسين أم أصحاب المهدي(عليهما السلام)؟

 

 بقلم: أحمد محمد الموسى 

 

     بسم الله الرحمن الرحيم،

وصلّى الله وسلّم على رسول الله الأمين وآله الطاهرين لا سيّما بقيّة الله وحجته صاحب الزّمان وخليفة القرآن -رزقنا الله نصرته في غيبته وحضرته-.  

            لقد اختلفت الآراء في خير الأصحاب بين أصحاب الإمام الحسين وأصحاب الإمام المهدي (عليهما السلام)، وإلى جهة أصحاب الحسين (عليه السلام) قد مال غالبيّة العوام، وذلك قد يعود لتقصيرنا في ذكر الإمام صاحب الزّمان (عجّل الله فرجه الشريف) وذكر منازل أصحابه، وقد يكون ذلك استخفافاً بقيمة زماننا، وعظيم فرصتنا لأن تكون الفرصة مآتيةً لنا لنكون أفضل أصحابٍ بين جميع أصحاب الأئمّة (عليهم السلام)، هذا إذا ما ثبت أفضليّة أصحاب المهديّ (عليه السلام) على أصحاب سيّد الشهداء (عليه السلام) وفي ذلك قد وقع الإختلاف، فلقد وردت الروايات الكثيرة في فضل كلٍ منهما لك! ما سبب هذا الاختلاف وعلى ماذا استدلّ المرجحون؟! 

هناك روايتان الأولى وردت عن سيّد الشهداء قال فيها: ((...أما بعد فاني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي))[١] فقال من رجح أصحاب سيّد الشهداء ابتداءً أنّهم أفضل الأصحاب على الأولين وعلى الآخرين وأمّا قول الإمام "لا أعلم" يفيد الشموليّة للأزمنة السابقة واللاحقة، فهو -بأبي-غير متعسرٍ عليه علم أصحاب الأئمة اللاحقين، فيقول أصحاب الرأي لأجل ذلك كان أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) أفضل الأصحاب إطلاقاً وحتّى من أصحاب الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف). 

 الأمر لم ينتهِ فمضمون هذا النص أيضاً قد ورد في أصحاب المهديّ (عليه السلام) فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله):( فَيَجْمَعُ اللّهُ تعالى لَهُ قَوْماً قَزَعٌ كَقَزَعِ السَّحاب، يُوَلِّفُ اللّهُ بَيْـنَ قُلُوبِهِمْ، لا يَسْتَوْحِشُونَ إلى أحَدٍ، ولا يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ يَدْخُلُ فِيهم، على عِدَّةِ أصحابِ بَدْرٍ، لَمْ يَسْبِقهُمُ الاَوَّلُونَ ولا يُدْرِكُهُمْ الآخِرُونَ، وَعَلَى عَدَدِ أصْحابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهرَ))[٢] وهذا المضمون نفسه هو المضمون الذي ورد على لسان سيّد الشهداء في حق أصحابه، من هنا كان الجواب عائماً ولنأتي لتحليل المسألة فالتناقض محال، فهنا قد يكون التفاضل بينهما لتفاوت أصحاب نفس الإمام الواحد، فلا شكّ أن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكونوا في درجةٍ واحدةٍ بل كانوا في درجات مختلفة، وكذا في أصحاب الحجّة (عجّل الله فرجه) لا يكون لهم درجة واحدة، فقد يكون من أصحاب الحسين من هو أفضل من أصحاب الإمام المهديّ (عليهما السلام) وقد يكون العكس أيضاً، وأعتقد أنّ هذا هو حقّ الصواب فلا يمكن أن نفضّل بالكليّة بينهما، ولا حتّى بالجزئيّة لعدم علمنا بقامات الأصحاب وتفاضلهم فيما بينهم، ممّا قد يكون ذلك ساداً لعلمنا بذلك، فملخّص الكلام أنّه لا يمكننا نحن أن نحكم بالتفضيل لاختلاف مقامات أصحاب الإمام الواحد بما قد يكون في أصحاب الإمام الآخر أصحابٌ خير من بعض أصحاب الأول، ولهذا فالعلم عند الله وعند الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام). 

 ولهذا فلتعلموا أيّ زمانٍ هو زمانكم، فإذا علمتم سارعتم في السباق إلى المكارم، فبإمكانكم أن تصلون إلى درجاتٍ تفوقون بها أصحاب الإمام الحسين كما سيحصل ذلك لبعضكم إن اجتهدت في الطاعة لإمامه، وكما قال تعالى: ((لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) كذا الأمر بين زمان الغيبة والظهور، فلا يستوي من جاهدَ ونصر إمامه في زمان الغيبة ومن جاهد بعده في زمان الظهور، أولئك -أنصار الإمام في زمان غيبته- أعظم درجة، واعلموا أنّكم في زمان أفضل الأئمة بعد سيّد الشهداء وخامس أصحاب أهل الكساء (عليهم السلام). 

 

 

  

[١] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٣٩٢ 

[٢] غيبة النعماني: ١٩٥ـ ١٩٦

Powered by Vivvo CMS v4.7