اشكالية التناقض بين فساد وكمال المجتمع
بقلم: الشيخ حازم المالكي
أعوذأعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
هنالك من يشكل كيف يصل العالم الى مرحلة الفساد والظلم وبنفس الوقت يصل الناس الى مرحلة من الوعي والتهيء لظهور الامام (عج) الا يوجد تناقض؟
والجواب
هناك نصوص تفيد بأن الإمام ( عج ) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا .فقد يتصور أن الظهور يتوقف على امتلاء الأرض ظلماً وجوراً.
بل ان بعض التيارات المنحرفة تعمل على زيادة الظلم والجور والفساد لتوهمهم بأنه شرط وعامل مؤثر في الظهور وتعجيل الفرج. وهذه شطحة وانحراف.
ولا شك ولاريب أن هذا التفكير إن لم يساهم في استفحال الفساد والظلم والجور في الأرض ، فهو يؤدي إلى اليأس وعدم محاربة الظلم والفساد. وترك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وبالتاكيد هذا مخالف لتعاليم الإسلام الذي يصرح برفض الظلم والطغيان ومحاربة الفساد ،
فليس معنى ( تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ) الواردة في الروايات هو أن انعدام العدل وعدم وجود صلاح.
بل انها تعني انتشار الظلم والفساد وسيطرة الظالمين والمفسدين على مفاصل الحياة في معركة بين الظلم وبين العدل. بين الفساد وبين الصلاح. بحيث يصل إلى درجة يكون الحفاظ على القيم الحميدة صعب مستصعب. حتى يبلغ الظلم ذروته ويستفحل ويكون هو البارز على حساب الصلاح والعدل.
كيف يكون الظلم و الفساد والظلم شرطاً وسبباً لظهور الإمام ( عليه السلام ) وخروجه ؟وهما السبب في تأخير الظهور ان لم نقل ان غيبته بسبب الظلم والفساد.
فالمعنى أن الإمام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) إذا ظهر يملأ الأرض عدلاً كما امتلأت بالظلم والفساد من قبل .وليس المعنى ذلك ينتظر أن يطغى الفساد ليخرج .
فنقول من أبرز وأهم اليات تعجيل الظهور او لا أقل تقريب الظهور هو وجود ثلة مؤمنة كافية من المخلصين و الأنصار ، الذين يهيئون المجتمع ويجعلونه مستعدا لظهور الإمام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) .
فلابد أن يمهدون لذلك ويدعمون ويهيئون ويعملون على بعث وتحريك الناس بالوعي والتفكر لينصروا حركة الإمام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ويسندونها .
بل نقول من دون هذا التمهيد والوعي سيكون مدعاة لتأخير الظهور، وذلك انطلاقاً من الحقائق التالية :
١. خروج اليماني وغيره فهو ناصر للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف. فيكون حاملا لوعي المرحلة حاملا هموم الأمة الإسلامية منتظرا ايجايبا لظهور الإمام. عجل الله تعالى فرجه الشريف.
٢.دور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف دور القيادة فيحتاج من يعي حركة القائد وهذا لايتم الا بوجود نخب تحمل على اعبائها مسؤولية ذلك. ليكونوا النواة الأولى لثورته المباركة.
خصوصاً إذا استبعدنا فرضية استخدام المعجزة من قبله ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) لتحقيق الهدف المنشود.
وغيرها من الحقائق نعرض عنها خوف الاطالة.
و الحمد لله رب العالمين.