المقدّمة
المقدّمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي نزّل الكتاب تبياناً لكل شيء وهدىً ورحمةً للعالمين.
والصلاة والسلام على من نزل الكتاب على قلبه ليكون من المنذرين ، وعلى العترة الطاهرة أعدال الكتاب وقرناؤه.
أمّا بعد ؛ فهذه رسالة موجزة تتكفّل ببيان المناهج التفسيرية صحيحها وسقيمها ، وتُبيّن الفرق بين المنهج التفسيري والاهتمام التفسيري ، فأُصول المنهج لا تتعدّى عن أصلين :
أ. التفسير بالعقل.
ب. التفسير بالنقل.
لكنّ لكلّ صوراً :
أمّا الأوّل فصوره عبارة عن :
1. التفسير بالعقل الصريح.
2. التفسير على ضوء المدارس الكلامية.
3. التفسير على ضوء السنن الاجتماعية.
4. التفسير على ضوء العلم الحديث.
5. التفسير حسب تأويلات الباطنية.
6. التفسير حسب تأويلات الصوفية.
أمّا الثاني فصوره عبارة عن :
أ. تفسير القرآن بالقرآن.
ب. التفسير البياني للقرآن.
ج. تفسير القرآن باللغة والقواعد العربية.
د. تفسير القرآن بالمأثور عن النبي 6 والأئمّة :.
فهذه الصور العشر من فروع المنهجين الأصليّين ، وفي ثنايا البحث نشير إلى ما لا غنى للباحث المفسر عنه ، وأرجو منه سبحانه أن تكون الرسالة بإيجازها نافعة لقارئها الكريم بإذن منه.
وما ذكرناه من تقسيم منهج التفسير إلى التفسير بالعقل والنقل أمر ذائع.
وفي مقدّمة معالم التنزيل للإمام البغوي ( المتوفّى عام 516 هـ ) ما هذا لفظه :
التفسير بالمنقول : هو التفسير بالمأثور الذي رواه الصحابة والتابعون عن النبي 6 ، أو ما روى علماء الأثر عن الصحابة والتابعين أيضاً ممّا يتعلّق بالقرآن الكريم من كلّ الوجوه ، هو من التفسير بالأُمور.
ومصادره القراءات القرآنية سواء منها المتواتر والمشهور والشاذ ، والأحاديث النبوية ، وأقوال الصحابة والتابعين ، والأئمّة المجتهدين.
التفسير بالمعقول : هو التفسير العقلي الذي يعتمد فيه علم الفهم العميق ، والإدراك المركّز لمعاني الألفاظ القرآنية ، بعد إدراك مدلول العبارات القرآنية التي تنظم في سلكها تلك الألفاظ الكريمة وفهم دلالاتها فهماً دقيقاً.
وهذا القسم من التفسير يقوم على الاجتهاد في فهم النصوص القرآنية وإدراك مقاصدها ومعرفة مدلولها ، عن طريق معرفة المفسر لكلام العرب ومناحيهم في القول وأساليبهم في التعبير ، ومعرفة دلالة الألفاظ ووجوهها ، وآلة هذا النوع من التفسير علوم الاستنباط وأُصول التشريع. (1)
وقبل أن ندخل في صلب الموضوع نقدّم مباحث تمهيدية لها أهمّيتها الخاصّة في عالم التفسير ، كما أنّ لها صلة وثيقة بالمناهج التفسيرية.
|
جعفر السبحاني قم ـ مؤسسة الإمام الصادق 7 تحريراً في 27 رجب المرجّب من شهور عام 1409 |
__________________
1 ـ مقدّمة معالم التنزيل : 1 / 10 ـ 11.