بواسطة ali2019-04-24 10:32:00 |
18/شعبان/1440
| عدد القراءات : 1511
حجم الخط:
بقلم : الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي
حينما يتم تناول علم معين يتم دراسته من عدة زوايا وجوانب من أهمها دراسة نفس مسائل العلم وهو الدرس المتعارف في العلوم حيث تتم مثلا دراسة المسائل الفلسفية أو الكلامية أو الفيزيائية دون النظر إلى الزمن الذي مرت فيه هذه المسائل وتطورها وزمن ظهورها
ومرة أخرى يتم دراسة العلم من خلال مايسمى (تأريخ العلم )لذا تكونت لدينا علوم موازية لمسائل العلوم ترتبط بالتاريخ وليس في المسائل ، لذا كان لدينا تاريخ علم الفلسفة وتاريخ علم الفيزياء وتاريخ علم الكلام بل تأريخ علم التأريخ .
لماذا علم التأريخ للعلوم مهم ؟
تأتى هذه الأهمية من خلال نقاط عدة نذكر منها
1.تبيين المراحل التي مر بها العلم ومرت بها مسائله وتطورها الطبيعي بالتالي يعرف الباحث كيف تكونت وتشكلت وأنها بدأت نظرية ثم شيئا فشيئا أصبحت قريبة من البديهية.
2.معرفة المسائل المهمة في العلم اي الأساسية والمسائل الثانوية بالتالي تؤثر على عقلية الدارس وجعله يتحرك بطريقة الأولويات فعلم الكلام الإسلامي يركز على قضايا أساسية تنويرية ودفاعية بينما نجده مؤخرا يخوض سجالا بعيدا عن أهدافه.
3.معرفة العلماء المؤسسين للعلم وطرائق تفكيرهم ومناقشاتهم وكتبهم وهذا يفيد الطالب والباحث لأنه سيقف على أهم العلماء في العلم بالتالي يتجنب الدخلاء مثلا والثانويين.
4.تاريخ المسألة الكلامية يلقي بضلاله على الفهم لأنه قد تتداخل عدة أمور في تكوين المسألة الكلامية كالدافع العلمي الصرف أو الدافع السياسي وكمثال على ذلك قضية (الاختيار والجبر )ومسألة (خلق القرآن )وهذا يجعل الباحث يتحرك بمساحة أوسع من قضية إرجاع المسألة للعامل الواحد وهذا يساهم في أصل الفهم والمعرفة
5.معرفة تطور العلم وأين سار فهل تطور أم بقي يراوح على ماهو عليه بل بقي يردد مقولات قديمة لم تعد تجدي نفعا ولم تعد تشكل تحديا كبيرا معاصرا ، فطبيعة العلوم تكاملية ولايعقل أن يبقى العلم يردد مقولات ثابتة لاتتغير حتى بطريقة العرض مثلا.
ضرورة تأسيس تاريخ علم الكلام:
لاشك انه قد كُتب مُوخرا العديد من الدراسات حول هذا الموضوع ، بل أيضا موسوعات ، ومنها الموسوعة التي اصدرتها جامعة اكسفورد تحت عنوان تأريخ علم الكلام وهي متخصصة في الفرق الإسلامية ، في الوقت الذي لانرى كثير إهتمام من مؤسساتنا العلمية والبحثية والأكاديمية.
في النهاية:
أننا نقترح تدريس هذه المادة دراسة في المؤسسات والمعاهد الدينية والأكاديمية فلو توفر لدارس علم الكلام دراسة مسائل العلم وقواعده وتاريخه نستطيع أن نطلق عليه متخصص فعلا في هذا العلم وعندها سنجد الإبداع ، وكمثال على ذلك ان تميز أمثال العلامة مطهري رحمه الله في الفلسفة الإسلامية انه واقف على تأريخ المسألة، وهكذا العلامة المحقق جعفر السبحاني فإنه متخصص أيضا في الملل والنحل وتاريخ علم الكلام لذا أبدع حقا في مسائل هذا العلم وتبيين قواعده واسسه