• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

في رحاب المناجاة الشعبانية

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1360
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
في رحاب المناجاة الشعبانية

بقلم:الشيخ علاء خزعل الساعدي 

في قاموس أهل المعنى حيث ذوبان الإنية والأنانية وأخواتها لا تجد في قلوبهم إلا الحب والعشق هي نقطة الإتصال المركزة والفعالة فمن هنا (( عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم )) نهج البلاغة ....

 

وحيث يعيشون في العظمة الإلهية فهم يرون ما لا يرى غيرهم(( فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون)) 

قال تعالى (وقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة اﻷنفال 48]  

لهم قلوب يفقهون بها ولهم أعين يبصرون بها ولهم ءاذان يسمعون بها اولئك هم (( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)) [سورة التوبة 112] 

وفي قدس الحب الأصفى الذي يجعل الروح فوارة غير ساكنة حيث ان المحبوب والمعشوق عظيما بحد لا يوصف وكبيرا لا يقاس بأحد ورؤوف فوق الحد والحدود والمحب محدود ويقاس حينها تتجلى ابداعات الطاعة على بيت القلب والجوارح وتنبثق ظاهرة الأعتراف بالتقصير والحياء وتلك ثمرة المعرفة التي هي نور السالكين إلى الله سبحانه بقدم العبودية....

 

  ومن عجائب الحب هي المحاججة الحبية التي لا يخرج العبد معها إلى شوشرة الغلظة بل محاججة تنقله من المقال إلى المقام حيث ترى (( كلك ذنب وكله مغفرة )) (( كلك تقصير وكله كمال)) فتحاججه بما هو مغفرة وكمال فتقول : ((  إِلهِي إِنْ أَخَذْتَنِي بِجُرْمِي أَخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ)) تأخذني بما انا اهلا له وآخذك بما أنت أهلا له ورحمتك وسعت كل شيء فمن المحال أن لا تسعني....

 

((وَإِنْ أَخَذْتَنِي بِذُنُوبِي أَخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ)) لأنك قلت لي (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [سورة الزمر 53] .... 

 

((وَإِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ أَعْلَمْتُ أَهْلَها أَنِّي اُحِبُّكَ)) وهذا هو معيار الحب الأزلي الذي يبقى مصونا إلا من كان من أهلها حيث كمال التسليم المطلق التام بين يدي محبوبه فمهما فعل المحبوب والمعشوق به لا يعتريه شك إلى بيت قلبه القويم بل أكثر من ذلك بكثير سيخبر الناس بأنه يحبه خشية أن يقولوا عن محبوبه ما يشين النفس ويعكر مزاج الأنس.... 

قال إمامنا زين العابدين عليه السلام (( ولا خرج حبك من قلبي...))  

 

فهنيئا لتلك القلوب المصفاة من الكدورة فتناجي ربها بقلوب واعية ((لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)) 

[سورة الحاقة 12]....

Powered by Vivvo CMS v4.7