• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

البكاء عاطفة انسانية ومبادئ رسالية الحلقةالخامسة: النبي (صلى الله عليه واله) والتغيير

بواسطة |   |   عدد القراءات : 917
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
البكاء عاطفة انسانية ومبادئ رسالية الحلقةالخامسة: النبي (صلى الله عليه واله) والتغيير

 بقلم : السيد ضياء الدين الحبش 

 

إن من طرق التغيير، التنبيه القولي على الخطأ، وتبيين الصواب وهو أمر يمكن تطبيقه في كل مجالات التغيير في حياة الإنسان، لكن على صعيد التغيير الاجتماعي يكون التغيير أبلغ واقوى وأدعى لاستجابة الناس حين يكون بالقدوة، بالأسوة

{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} 

في بعض الأخبار أن النبي صلى الله عليه وآله كان حين تأتيه فاطمة يقوم من مكانه ويجلسها فيه.!

وأخبار أخرى تقول أنه كان آخر ما يفعله عند خروجه من المدينة أن يودع فاطمة وبنيها.

وأول ما يفعله وهو عائد إلى المدينة بعد المسجد الدخول إلى بيت فاطمة..

فماذا يريد النبي صلى الله عليه وآله من ذلك بمشروع التغيير الذي ينفذه يوميا في المجتمع.؟ 

 

ويمكن الإشارة إلى الأهداف التالية: 

1- الإشارة العملية إلى مكانة المرأة وقيمتها، على العكس مما كان في مخيلة الناس من أنها مخلوق ثانوي، غير مؤهل للكرامة التي تعطى للرجل.

2- توضيح مكانة فاطمة عليها السلام بالذات، وبيان موقعها الرسالي، وموقعها في قلب الرسول، إن هذا الاهتمام البالغ من سيد الأنبياء وخاتمهم هو دليل عملي حركي قاطع على استحقاق فاطمة للوصف الذي منحه لها أبوها حين قال عنها بأنها {أم أبيها}

3- تطهير العقول والقلوب من الرواسب الجاهلية، وفتح آفاق العقل لتقدير المرأة حق قدرها.

 

- الزهراء بعد رحيل أبيها 

 

لم يكن رحيل رسول الله أمراً عادياً، ولا سهلاً، رغم أنه لمّح لرحيله قبل الرحيل، ونعى نفسه أكثر من مرة، وقال لأصحابه أكثر من مرة، لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا..

وفي بعض الأخبار-إن صحت- أن النبي صلى الله عليه وآله ناجى ابنته الزهراء فبكت، ثم ناجاها فضحكت، فسئلت عن ذلك، فأجابت أنه أخبرها أولاً أنه راحل، وأخبرها ثانياً أنها ستلحقه سريعاً.. 

لكن كل هذا لا يعني أن رحيله صلى الله عليه آله كان أمراً سهلاً، 

كيف؟

وهو سيد الأنبياء وخاتمهم، وقد وصف الإمام علي عليه السلام رحيل النبي بأبلغ القول وأوجزه، إذ قال:

 

{لقد انقطع بموتك مالم ينقطع بموت غيرك من النبوة والأنبياء وأخبار السماء}.

 

وهو يشير إلى الوحي، الذي لم ينقطع بموت نبي من الانبياء السابقين، لكن باعتبار أن النبي صلى الله عليه وآله خاتم النبيين، ولا نبي بعده، فقد انقطع بموته ما لم ينقطع بموت أحد قبله. 

هذا من جهة ...

ومن جهات أخرى.

تغيّر الناس والظروف، بل ظهور ما كان في النفوس من انقلاب على الأعقاب، وإزاحة الخليفة الشرعي الاول الذي نصبه النبي قبل ثلاثة شهور من رحيله.. في (غدير خم) بأمر من الله سبحانه وتعالى في خبر متواتر معروف ومشهور.

واعتصام علي والزهراء ببيتهما ومن وقف معهما، والتفاف الانقلابيين على الدار، وجمع الحطب والتهديد بالحرق، بعبارات شديدة، وعجيبة، يهتز لها الوجدان .

حيث قيل لهم إن فاطمة في الدار!

فكان الرد: وإن...!

 

- جهاد الزهراء 

 

أولاً: البيان القولي

لقد كانت الزهراء بمستوى المهمة الرسالية الملقاة على المرأة بشكل عام، وعلى بنت النبي خصوصاً..

فوقفت بوجه الانحراف، وخرجت إلى المسجد، وخطبت خطبة مدوية هزت أركان المدينة، وألقت الحجة والتكليف على أهله، وأكدت أنها وزوجها ومن معهم كالطود الشامخ و أنهم مستمرون في تحمل أعباء الرسالة على نهج أبيها صلى الله عليه و آله.

 

ثانياً: البيان العاطفي:

إن الزهراء استخدمت الاسلوب الثاني و هو إثارة المشاعر و التعاطف لإثارة العقول ،لتشكيل الموقف العام الذي كان مشتتا ً و مخدوعا ً إلى حد كبير

فسلكت مسلك يعقوب عليه السلام الذي ذكرناه أنفاً في البكاء 

وهو ما سنتحدث عنه في الفقرة القادمة.

Powered by Vivvo CMS v4.7