المشروع الإصلاحي للإمام علي عليه السلام ... الحلقة الأولى

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1875
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
المشروع الإصلاحي للإمام علي عليه السلام ... الحلقة الأولى

 

بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي

 

قال الإمام علي عليه السلام :((اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شئ من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك)).

 

هذه الكلمة جزء من خطبة مروية في نهج البلاغة وقد اختارها الأديب اللبناني جورج جرداق كرائعة من روائع نهج البلاغة ، في كتابه الذي يحمل نفس الاسم. 

 

ومن خلال هذه الكلمه نريد أن نحدد معالم المشروع الإصلاحي للإمام عليه السلام ، فقد عبر فيها أمير المؤمنين خير التعبير عن نهجه ومشروعه المبارك 

وقد حدد فيه عدة محاور مهمة سنتناولها تباعا 

أولا : عدم التنافس السياسي : من عادة أهل الحكم أن يتنافسوا بينهم لأجل الوصول إلى السلطان ، وقد يكون تاريخ الانسانية هو هذا التنافس لأجل الوصول إلى حكم الشعوب والتحكم بهم ، لكننا نجد الإمام عليه السلام ينفي عن نفسه ذلك ويشهد الله على ذلك .

 

•أدلة عدم التنافس: لقد كانت الخلافة وحكم الناس حقا طبيعيا للإمام علي عليه السلام ، بحسب وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لكنه ماذا فعل بعدما أخذ القوم هذا الحق ؟ لقد صمت عن حقه لأجل بقاء الدين وهذا ماورد في نهج البلاغة في الخطبة الشقشقية (أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلَانٌ وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّه ُ) بل صرح انه صمت لأجل بقاء دين الله وهذا ماورد في نهج البلاغة :فما راعني إلّا انثيالَ الناس على أبي بكر يبايعونه، فأمسكتُ يدي، حتّى إذا رأيتُ راجعةَ الناس قد رجعتْ عن الإسلام يريدون مَحْقَ دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فخشيتُ إنْ أنا لم أنصرِ الإسلامَ وأهلَه، أنْ أرى فيه ثَلْماً أو هَدْماً تكون المصيبةُ به عليّ أعظم من فَوْتِ ولايتكم هذه التي إنّما هي متاعُ أيام قلائل، يزولُ منها ما كان، كما يزولُ السّرابُ، أو كما يتقشّع السحاب، فنهضتُ حتّى زاح الباطلُ وزهق، واطمأنَّ الدينُ وتَنَهْنَهْ". وكانت كلمته (ع) المشهورة: "لأسلمنّ ما سلمت أُمور المسلمين ولم يكن بها جورٌ إلّا عليَّ خاصّة".

بل قال لابن عباس أن الإمارة لديه لا تساوي عفطة عنز 

بل لما عرضت عليه الخلافة بشرط السير بسيرة غير رسول الله صلى الله عليه وآله ترك الخلافة وقال لن أحكم إلا بحكم الله وقبلها عثمان بن عفان ثم حدث ما حدث ، أذن لايمكن اتهام أمير المؤمنين بأنه ينافس عن على سلطان وهو الذي ترك الخلافة مرات ومرات.

Powered by Vivvo CMS v4.7