الأسماء الملكوتية للنبي الأعظم (ص)

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1642
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الأسماء الملكوتية للنبي الأعظم (ص)

 

بقلم: السيد فاضل الموسوي الجابري

بسمه تعالى

 

(الأسماء الملكوتية للنبي الأعظم (ص))

 

قال تعالى : (يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)

ربما يتصور ان لفظ (يس) ليس له معنى خاص وانما هو مكون من حرفين من حروف الهجاء هما الياء والسين فيكون من هذه الجهة كباقي الحروف المقطعة التي استهلت بها بعض السور القرآنية الا ان الرجوع الى المصادر الروائية والى التفاسير التي ذكرت فيها اراء عن بعض السلف حول المقصود من هذه اللفظة فسوف نجد ان هناك عدة اراء لما تعنيه هذه الكلمة .امثال يا رجل , و يا انسان , و يا محمد (ص) . 

ولكننا لو تأملنا قليلا وقرأنا النص بشكل كامل لوجدنا ان قوله تعالى ( انك لمن المرسلين ) قرينة واضحة على ان المراد من هذه الكلمة هي النبي محمد (ص) بالخصوص . وقيل : بان معناه يا سامع الوحي . 

وتقدير الكلام اقسم ب( يس) واقسم ب(القران الحكيم ) . فهناك قسم من الله تعالى بالنبي وبالقران ومتعلق القسم سوف يكون قوله : (انك لمن المرسلين على صراط مستقيم ) . 

او يكون المعنى بتقدير النداء والقسم معا , فيكون المعنى هكذا :

( يا يس انك لمن المرسلين على صراط مستقيم قسما بالقران الحكيم). 

او (يا يس قسما بالقران الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم ). 

وهذه الآية الكريمة تكشف لنا عن احد اسماء النبي الملكوتية المخبأة في سر الغيب . حيث ان للنبي ص اسماء غير معروفة عند اهل الارض الا بعد ان كشفها القران الكريم امثال اسم احمد الذي هو اسمه في السماء وفي كتب السابقين من الانبياء والمرسلين . وهذا بالفعل ما حصلت البشارة به من قبل روح الله عيسى ع في قول الله تعالى : (وَ إِذْ قالَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَني‏ إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتي‏ مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبين‏). سورة الصف : 6

والذي يؤكد ذلك ما روي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ لِي كَمْ لِمُحَمَّدٍ اسْمٌ فِي الْقُرْآنِ قَالَ قُلْتُ اسْمَانِ أَوْ ثَلَاثٌ فَقَالَ يَا كَلْبِيُّ لَهُ عَشَرَةُ أَسْمَاءَ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ‏ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ وَ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً وَ طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‏ وَ يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ وَ ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ‏ وَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ‏ وَ يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ‏ وَ يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ وَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا فَالذِّكْرُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ مُحَمَّدٍ ص وَ نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ فَاسْأَلْ يَا كَلْبِيُّ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ فَأُنْسِيتُ وَ اللَّهِ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فَمَا حَفِظْتُ مِنْهُ حَرْفاً أَسْأَلُهُ عَنْهُ .

وروي في الخصال عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ أَنَا أَشْبَهُ النَّاسِ بِآدَمَ وَ إِبْرَاهِيمُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِي خَلْقُهُ وَ خُلْقُهُ وَ سَمَّانِيَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ عَشَرَةَ أَسْمَاءٍ وَ بَيَّنَ اللَّهُ وَصْفِي وَ بَشَّرَ بِي عَلَى لِسَانِ كُلِّ رَسُولٍ بَعَثَهُ إِلَى قَوْمِهِ وَ سَمَّانِي وَ نَشَرَ فِي التَّوْرَاةِ اسْمِي وَ بَثَّ ذِكْرِي فِي أَهْلِ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ عَلَّمَنِي كِتَابَهُ‏ وَ رَفَعَنِي فِي سَمَائِهِ وَ شَقَّ لِيَ اسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَسَمَّانِي مُحَمَّداً وَ هُوَ مَحْمُودٌ وَ أَخْرَجَنِي فِي خَيْرِ قَرْنٍ مِنْ أُمَّتِي وَ جَعَلَ اسْمِي فِي التَّوْرَاةِ أحيد وَ هُوَ مِنَ التَّوْحِيدِ فَبِالتَّوْحِيدِ حَرَّمَ أَجْسَادَ أُمَّتِي عَلَى النَّارِ وَ سَمَّانِي فِي الْإِنْجِيلِ أَحْمَدَ فَأَنَا مَحْمُودٌ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ جَعَلَ أُمَّتِيَ الْحَامِدِينَ وَ جَعَلَ اسْمِي فِي الزَّبُورِ ماح مَحَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِي مِنَ الْأَرْضِ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ وَ جَعَلَ اسْمِي فِي الْقُرْآنِ مُحَمَّداً فَأَنَا مَحْمُودٌ فِي جَمِيعِ الْقِيَامَةِ فِي فَصْلِ الْقَضَاءِ لَا يَشْفَعُ أَحَدٌ غَيْرِي وَ سَمَّانِي فِي الْقِيَامَةِ حَاشِراً يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ وَ سَمَّانِيَ الْمُوقِفَ أُوقِفُ النَّاسَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ سَمَّانِيَ الْعَاقِبَ أَنَا عَقِبُ النَّبِيِّينَ لَيْسَ بَعْدِي رَسُولٌ وَ جَعَلَنِي رَسُولَ الرَّحْمَةِ وَ رَسُولَ التَّوْبَةِ وَ رَسُولَ الْمَلَاحِمِ وَ الْمُقَفِّىَ قَفَّيْتُ النَّبِيِّينَ جَمَاعَةً وَ أَنَا الْقَيِّمُ الْكَامِلُ الْجَامِعُ وَ مَنَّ عَلَيَّ رَبِّي وَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ قَدْ أَرْسَلْتُ كُلَّ رَسُولٍ إِلَى أُمَّتِهِ بِلِسَانِهَا وَ أَرْسَلْتُكَ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَ أَسْوَدَ مِنْ خَلْقِي وَ نَصَرْتُكَ بِالرُّعْبِ الَّذِي لَمْ أَنْصُرْ بِهِ أَحَداً وَ أَحْلَلْتُ لَكَ الْغَنِيمَةَ وَ لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ وَ أَعْطَيْتُ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ كَنْزاً مِنْ كُنُوزِ عَرْشِي‏ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ خَاتِمَةَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَ جَعَلْتُ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ الْأَرْضَ كُلَّهَا مَسْجِداً وَ تُرَابَهَا طَهُوراً وَ أَعْطَيْتُ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ التَّكْبِيرَ وَ قَرَنْتُ ذِكْرَكَ بِذِكْرِي حَتَّى لَا يَذْكُرَنِي أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا ذَكَرَكَ مَعَ ذِكْرِي طُوبَى لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَ لِأُمَّتِكَ . 

في معاني الأخبار بإسناده عن سفيان بن سعيد الثوري، قال: قلت: لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع): ما معنى قول اللّه عزّ و جل: طه‏، و يس‏؟ قال (ع): و أمّا (طه) فاسم من أسماء النبيّ‏ (ص) و معناه: يا طالب الحقّ الهادي إليه. و أمّا (يس)، فاسم من أسماء النبيّ‏ (ص)، و معناه: يا أيّها السامع للوحي .

و كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، أو كماله في أمر من الأمور. أ ما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته، و كثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدتها و صعوبتها، و كثرة أسماء الداهية دلت على شدة نكايتها. و كذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته، و كثرة أسماء النبي‏ صلّى اللّه عليه و سلم دلت على علو رتبته، و سمو درجته. و كذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه و فضيلته‏ . 

بل واكثر من هذا فان اسماء النبي ص تحكي عن حقيقة لها ما بإزاء في الخارج أي تحكي عن صفات متصف بها ص واقعا فهي ليست كأسماء الناس التي لا تحكي عن واقعية فيما ورائها وانما مجرد امور اعتبارية ليس الا . فتأمل جيدا . 

 

السيد فاضل الموسوي الجابري

1 رجب 1443هـ

الحوزة العلمية في النجف الاشرف

Powered by Vivvo CMS v4.7