من وحي ولادة المنقذ

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1202
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
من وحي ولادة المنقذ

بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي 

 

قال الله تعالى

: وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ

 

 

لا نريد أن نتحدث في هذه الكلمات عن إثبات القضية المهدوية فهو أمر مفروغ منه والكتب الكلامية مشحونة بذلك ، ولكننا نريد أن نتحدث ولو بشيء يسير عن دلالة وجود الإمام المهدي عليه السلام في الحياة ومعنى ذلك والمردود الإيجابي لهذه القضية العالمية، فقد تصور بعض الباحثين الدور السلبي عنها وكتب عن ذلك وانها تمثل جانب اليأس عند الشيعة وهي عقيدة مختلقة لذلك نقول من المردودات الإيجابية.

 

اولا: من دلالات وجوده عليه السلام هو استمرار اتصال الأرض بالسماء كما ورد في دعاء الندبة (اين السبب المتصل بين الأرض والسماء) ويقول الفيلسوف والمستشرق هنري كوربان ان المذهب الوحيد في الأرض الذي يقول باستمرار اتصال السماء بالأرض هم الشيعة الامامية فكل الأديان تقول بانتهاء ذلك وهكذا المذاهب الإسلامية الا الشيعة فهم يقولون بوجود الإتصال وان السماء لازالت مشرفة على هداية الارض وهذا الذي يتماشى مع قوله تعالى ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) .

 

وقد ورد عن أهل البيت عليهم السلام هذا المعنى

ففي 

بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن صفوان عن ابن مسكان عن الحجر عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " و ممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " قال: هم الأئمة عليهم السلام .

 

وفي إكمال الدين: أبي وابن الوليد معا عن سعد عن ابن أبي الخطاب وابن يزيد معا عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال: إمام هاد لكل قوم في زمانهم .

 

ثانياً: مما يعني أيضا هو ان المؤمن بهذه القضية في زمن الغيبة الكبرى يوجهه هذا الأمر نحو تكليف خاص وهو الذي يسميه العلماء ( التكليف الخاص في زمن الغيبة الكبرى) من قبيل معرفة الامام ومن قبيل الدعاء له ومن قبيل السلوك الحسن والتمهيد لظهوره عبر تطبيق الشريعة الإسلامية الحقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وما اجمل كتاب 

وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام - الميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني.. الذي حري بكل شيعي مطالعته فهو يعرفنا بتلك الوظيفة ، وفي هذا الأمر مردود نفسي كبير على المؤمن حيث يشعر باتصاله بولي الله ثم بالله تعالى وإنه ضمن المشروع الإلهي وان السماء لازالت ترعاه وتسدده وتشرف عليه .

 

وهذا المعنى قد ورد في روايات اهل البيت عليهم السلام:

ففي الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "أفضل العبادة الصبر وانتظار الفرج"

 

وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام أنه قال: "من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه".

 

ثالثاً: إن فلسفة الحياة وحركة التاريخ هو العدل الإلهي وليس نهاية التاريخ هو النموذج الغربي الاوربي كما يقال في نظرية نهاية التاريخ فالتدافع وهو النظام الإلهي (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) وسنة الابتلاء (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾

كله في ضمن المشروع الإلهي للنهاية السعيدة للبشرية حيث يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ان ملأت ظلما وجورا كما هو الحديث المتواتر عن الرسول صلى الله عليه وآله.

وهذا يجعل الإنسان المؤمن في قوة من أمره وحزم وعزم فدولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة كما ورد عن امير المؤمنين عليه السلام .

 

وهذا المعنى قد ورد عن أهل البيت عليهم السلام حيث ورد ودولتنا في آخر الدهر تظهر 

فعن الإمامِ الباقرِ عليه السلام في ذيل هذه الآية: "هم أصحابُ المهديِّ في آخر الزمان " .

 

وجاءَ في تفسيرِ القميِّ في ذيلِ هذه الآية: "إنَّ الأرضَ يرثُها عبادي الصالحون"، قال : "القائمُ وأصحابُه".

 

فهو وعدٌ إلهيٌّ يتحقّقُ به ما ينتظُره المؤمنونَ وقد وردَ عن أميرِ المؤمنين عليه السلام : "أَلَا إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ، كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ: إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ، فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكَامَلَتْ مِنَ اللَّهِ فِيكُمُ الصَّنَائِعُ، وأَرَاكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْمُلُونَ".

هذه بعض المعاني التي يمكن تصورها وهناك المزيد لمن تأمل نسأل الله أن يرزقنا معرفته وشفاعته بحق محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.

 

المصادر.

1القران الكريم 

2.دعاء الندبة.

3.بصائر الدرجات للشيخ الصفار

 

4.اكمال الدين وإتمام النعمة الشيخ الصدوق .

5.البحار للعلامة المجلسي ج52.

6.معجم احاديث الامام المهدي الشيخ الكوراني.

7.تفسير القمي

8.نهج البلاغة

Powered by Vivvo CMS v4.7