مع أمثلة الفادي للاختلاف في القرآن:
مع أمثلة الفادي للاختلاف في القرآن:
قَدَّمَ الفادي الجاهلُ أَمثلةً على دَعواهُ الغبيةِ على وُجودِ الاختلافِ في
القرآن، وليتَه لم يُقَدّمْ تلك الأَمثلة، فقد فَضحَ نفسَه، وأَبانَ عن جَهْلِه وغَبائِه.
ذَكَرَ أَنَّ الاختلافَ اللفظي في القرآنِ له ثَلاثَةُ مظاهر: تَبديلُ اللفظِ، وتَبديلُ التركيب، والتبديلُ بالزيادةِ والنقصان.
لِننظرْ في الأَمثلةِ الدالَّةِ على الاختلافِ بتبديلِ الأَلفاظِ والتراكيبِ، والزيادةِ والنقصان.
- قالَ تعالى: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) .
ادعى الفادي أَنَّ الآيةَ: " وتكونُ الجبالُ كالصّوفِ المنفوش ".
فَتَم تَبديلُ " الصّوفِ " إِلى " العِهْنِ " ولا أَدري مَنْ أَدراهُ أَنَّ أَصْلَ الآيةِ بالصوفِ وليس بالعهن.
- قال تعالى: (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) .
ادعى الفادي أَنَّ الآيةَ: " فَامْضُوا إِلى ذكر الله ".
فتمَّ تَبديلُ " فامضوا " إِلى (فَاسْعَوْا) .
- قال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ)
ادَّعى الفادي أَنَّ الآيَةَ: " فكانت كالحجارة "، فَتَمَّ تَبديلُ الفعلِ
" فكانت " إِلى الضمير: (فَهِىَ) .
- قالَ تعالى: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) .
ادَّعى الفادي أَنَّ الآيةَ:
" ضربت عليهم المسكنة والذلة "، فَقَدَّموا الذِّلَّةَ على المسكنة، وجَعَلوها:
(الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) .
- قال تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) .
ادَّعى الفادي أَنَّ الآيةَ: " وجاءت سكرة الحق بالموت "، فَتَمَّ تَبديلُ الآيةِ إِلى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) .
- قالَ تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) .
ادَّعى الفادي أَنَّ أَصْلَ الآية: " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه
أمهاتهم وهو أب لهم ".
فَحَذَفوا جُملة: " وهو أب لهم ".
أَمّا الاختلافُ في المعنى فقد أَوردَ عليه الفادي الجاهلُ مثالَيْن:
- قال تعالى: (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) .
ادَّعى الفادي أَنَّ الآيةَ بالجملةِ الخبرية، على أَنَّ " رَبُّنا " مبتدأ مرفوع،
و" باعَدَ " فعل ماضٍ مبنيٌّ على الفتح، والجملةُ الفعلية: " بَاعَدَ بَيْنَ أَسْفَارِنَا " في محلِّ رفْع خبر.
واعتبارُ الجملةِ خبريةً قراءةٌ قرآنية صحيحة، حيث قَرَأَ يَعقوبُ البصري:
" قَالُوا رَبُّنَا بَاعَدَ بَيْنَ أسْفَارِنَا ".
وبما أَنها قراءو صحيحة فليس فيها اختلافٌ في المعنى كما ادَّعى الفادي الجاهل.
- قال تعالى: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ) .
ادَّعى الفادي أَنَّ الجملةَ خطاب لعيسى - عليه السلام -: " يا عيسى ابْنَ مريم هَلْ تَستطيعُ رَبَّك ".
على أَنَّ " رَبَّكَ " مفعولٌ به ...
وهذه قراءة عشرية صحيحة.
حيثُ قَرَأَ الكسائيّ الكوفي: " هل تَسْتَطيعُ رَبَّكَ ".
والمعنى على قراءةِ الكسائي: هل تَستطيعُ يا عيسى أَنْ تَدْعوَ رَبَّكَ أَنْ
يُنزلَ علينا مائدةً من السماء؟
وإِنْ دعَوْتَه فهل يَستجيبُ لك؟.
إِنَ ادِّعاءَ الفادي المفترِي وجودَ اختلافٍ في القرآن باطلٌ متهافت،
والأَمثلةُ التي ذَكَرَها دليلُ جَهْلِه وغَبائِه، فاللهُ يَقولُ: (وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) .
والغبيُّ يُكَذِّبُ ذلك ويقول: الآيةُ هكذا: " وتكونُ الجبالُ كالصوفِ
المنفوش "..
واللهُ يقول: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ) . والغبيّ يُكَذّبُ ذلك
ويقول: الآيةُ هكذا: " وجاءت سكرةُ الحَقِّ بالموت "، ويُسمي هذا الهراءَ بَحْثاً علميّاً موضوعيّاً محايداً!!..